بداية وعند ذكر مصطلح " الشركة الناشئة " أو startups تجده يحمل عدة معاني أولية في ذهنك وهي أنه مشروع جديد وحديث العهد , كيان ما يهدف الى الربح في مراحله الأولى , أو أنها فكرة ريادية جديدة في بداية مراحل تنفيذها وكلها معاني صحيحة لمصطلح "الشركة الناشئة" ولكن دعنا نخوض في المفهوم الحديث لهذا المصطلح ونتعرف على أشهر أسباب فشله وأهم العوامل التي تضمن نجاحه .
يُفسر تعريف للشركة الناشئة على أنه تخطيط وإعداد لفكرة ريادية ما من قبل رائد أعمال أو مجموعة بهدف تطوير خدمة أو منتج ما يٌهدف به لإشباع حاجة ما عند شريحة محددة من الجمهور , وذلك عن طريق البدء نحو إنشاء إحدى المشاريع أو المؤسسات التجارية ,,,, ولكن يختلف البعض مع هذا التعريف في أنهم يؤمنون بوجوب تواجد متجر للشركة بالأساس حتى تعتبر ناشئة , ولكن يبدو هذا الأمر قديما بعض الشئ فمعظم الشركات والأعمال التجارية البادئة نجدها تبدأ من واقع إفتراضي يعرف لغة 0 – 1 اللغة الرقمية ثم وجود متجر وكيان ملموس تأتي في الخطوة التالية .
مايميز الشركة الناشئة هو مبلغها الإستثماري الذي يكون أولي وبسيط بعض الشئ أو Self financing وتسعى من خلال الخوض في السوق والعمل الى جذب مزيد من الإسثمارات وزيادة رأس المال .
أيضا مايميز الشركات الناشئة أنها تتبنى أعمالاً بأفكار قابلة للنمو السريع في السوق لأنها غالبا ماتكون أفكار جديدة مميزة فضلأ عن تمتع أصحابها بطاقة كبيرة كبداية لعهد كيان جديد , هذا الأمر يشبه تمام الطفل الرضيع الذي نجد معدل نموه سريع جدا اذا ما قورن بشاب أو رجل كبير . هذا النمو السريع بالتأكيد مرهون بتوافر عوامل النجاح سنذكرها لاحقا . أقرأ عن كيف تصبح رائد أعمال وتحقق دخل من مشروعك الخاص
في أكثر حالات تفكك الشركات الناشئة وفشلها يكون السبب خلافات بين الشركاء في وجهات النظر والأراء والتوظيف والتعيين ورأس المال أو النسب أو أي ما يخص العمل ويرجع ذلك الأمر من البداية في عدم وضوح الأمور وتقسيمها ووضع هيكلة للشركة بالكامل تحدد دور كل شريك ونسبته , ليس هذا فحسب بل والإتفاق على ماسيكون عليه وضع الشركة عند نشوب خلافات أو انسحاب أي شريك منهم . والأهم من ذلك هو اختيار الشريك الأمثل الذي يحقق صالح العمل ويوفر مصلحة حقيقية بعيدا عن المجاملات والصداقات .
مما لاشك فيه أن التمويل ورأس المال هو دم الشركات ومُغذي مراحل وأدوات انشائها وبإنعدامه أو قلته سيؤثر ذلك بشكل مباشر على مرحلة ما أو أداة ما أو مورد بشري أو جهاز أو ماكينة إلخ .. ولذلك فهذا من أهم العوامل التي تحدد مصير الشركات البادئة من نجاح أو فشل , فقبل الشروع في نشاط تجاري ما يجب عمل دراسة جيدة لمراحل وأدوات البدء وتكلفة كل مرحلة ومن ثم الوصول لتصور تقريبي من رأس المال المطلوب ما يعرف ب ( دراسة الجدوى ) والعمل على تأمين وجوده . وسنتحدث لاحقا عن Lean Startup شركات ناشئة رشيقة خالية من الأعباء الأولية والتمويل الكبير .
من الأهمية الكبيرة التي يجب على كل رائد أعمال وضعها في اعتباره أنه يعمل من أجل إشباع حاجيات السوق والجمهور من خلال دراسة السوق ومعرفة أوجه النقص فيه وحاجة شريحة معينة من الجمهور ومن ثم العمل على صناعة قيمة مضافة تسد هذه الحاجة , اذن فهذه القيمة التي صنعها ان لم يكن السوق في حاجة اليها أو ان السوق متشبع منها فلاقيمة اضافية لهذه الصناعة وبالتالي فشلها مهما بلغت من اتقان وتوفير تمويلات كبيرة وتسويق واعلان .
الحقيقة التي يجب أن تعلمها هو أن العمل التجاري "البيزنس" ليس من الألعاب الفردية اطلاقا , فلا استطاعت أنجح النماذج الريادية من تحقيق نجاحاتها وثرواتها من دون فريق عمل , يٌقصد بالفريق هنا هو كل من شارك في إنجاح العمل ويشمل ذلك الشركاء – المساهمين – الموظفين – مزودي الخدمة – الكيانات المتعاونة إلخ .. فكلاً من هوءلاء يعد من فريق عملك مع اختلاف موقعه ودوره سواء له تأثير مباشر أو غير مباشر لذلك فإن اختيارك لأعضاء فريق غير مؤهل أو ليس كفءً فهو الفريق الخاطئ الذي سيعمل بالكاد على إفشالك .
لماذا نحن هنا ؟ لماذا نفعل ذلك ؟ لماذا نريد أن نصل الى هذا الهدف ؟ هذه الأجوبه يجب أن يحصل عليها رواد الأعمال خاصة في الشركات الناشئة يوميا ويُقال في أشهر كتب ريادة الأعمال أن هذه الأجوبه يجب أن تكون مكتوبه ومقروءة بشكل يومي لأن ذلك يعمل بشكل حقيقي على إشعال الدافع بداخلك لإنجاز مهامك اليومية , فالدافع يعد الوقود الذي يحرك جسدك ومشاعرك نحو تحقيق وانجاز المزيد . فالإستيقاظ في أوقات متأخرة وتأجيل العمل الى يوم غد وعدم السعي والحراك المتواصل كلها نتائج لعدم وجود دافع للمشروعات الناشئة
فهذا من الأمور البديهية للشركات الناشئة , فأينما وجد جمهورك المستهدف يجب أن تكون , فريادة الأعمال تعتمد على صناعة قيمة والترويج لها وايصالها للجمهور , فالمكان المناسب القريب من جمهورك يختزل نقطة ( ايصالها للجمهور) مايعني مزيد من النجاحات . الأمر الثاني المتعلق بالمكان أيضا هو ذاك المكان الرقمي بقواعده الخاصة , أي يجب ان تعلم كثيرا عن كيفية تواجدك في المكان المناسب على شبكة الويب وعلى أي منصة و بإستخدام أي الأدوات أقرأ عن أهمية وكيفية التواجد السليم على المنصات الإلكترونية
كلمة التسويق أصلها السوق وجاءت الكلمة لتشمل كل مايعنيه ويشمله السوق من ( مكان - سلع - خدمات - تجار - مستهلكين - منافسين - تسعير – دعاية - بيع – اعلانات – تجاره – تصنيع – الخ ) ولهذا قال الاب الروحي للتسويق الحديث "فيليب كوتلر" أن " التسويق هو كل شئ و أنه سباق بدون خط نهاية " فهو مجموعة شاملة من العمليات المستمره و التي تبدأ بصناعة القيمة ثم الترويج اليها وايصالها للجمهور , وبالتالي فمن الخطأ جدا من يعتبر التسويق هو مجرد الدعاية او الاعلانات وانها خطوه ثانوية . هذا فضلا عن التسويق الالكتروني الذي أصبح من الضروري العمل به لكل الأنشطة ليست الشركات فقط بل الأفراد كذلك أقرأ المزيد عن أهم مصطلحات التسويق الإلكتروني
من الجيد أن تستطيع القيام بالعديد من الأمور وتمتلك الكثير من المهارات لإنجاز الاعمال بطريقة عظيمة , لكن من الأجود أن تصنع من نفسك نُسخ تقوم كل نسخة على تخصص وبأعمال محددة . هذا ما تتطلبه الإدارة الناجحة التي تتسم بالتخصص , أما فكرة البطل الأوحد والمدير الواحد فهو أمر في غاية الخطوره من ناحية أنه ينبع من عدم الثقة بين رأس الإدارة والمديرين و المرؤوسين ومن ناحية أخرى تجد بطئ في انجاز الاعمال والمهام اليومية .
أسمعت يوما عن عبارة العميل هو الملك ؟ أو عبارة العميل لا يخطئ ؟ كلها وغيرها قواعد تتبعها بعض الكيانات التي تريد ايصال فكرة ان العميل هو الهدف المنشود هو مايقوم عليه نشاط الشركة من أجله . و دعني أخبرك بأن أحد أكثر طرق التسويق مصداقية وموثوقية هي Word Of Mouth تعني التسويق الشفوي لأنه يقوم به الاشخاص دون أن يدروا لزملائهم واقاربهم وهم بالتأكيد أكثر مصداقية لديهم , وهذا لم يكن لولا اهتمام الشركة ومقدمي الخدمة بعملائهم وتلبية احتياجاتهم الى ما بعد البيع . يقول فيليب كوتلر أيضاً أن " أفضل البائعين من يهتمون بالعملاء فالمقام الأول ثم المنتج لاحقا " أقرأ عن كيف تكون المقابلة الأولى مع العميل
دعني أخبرك بأن السوق متغير والجمهور متحرك والرغبات مختلفة ومتقلبه , فمن يملك اليوم هاتف من نوع سامسونج يتحول الى جمهور أبل أو العكس , ومن يشكر اليوم في جودة مطعم ما قد لا يكون غدا , فما مصير المنتج او الخدمة الثابتة التي لاتتغير , أو التشبث بالرأي الخاطئ لمجرد أنك المالك أو المدير التنفيذي ؟ بالتأكيد الفشل . فالمرونه هي ان تتشكل وتتغير وفقا لاحتياجات كل مرحلة والتغييرات التي حولك ومنافسيك .
عدم التخطيط فعليا كالسير في صحراء كبيرة بدون بوصله أو جهاز تحديد المواقع . كذلك التخطيط وهو ان ترسم الخطوات العملية داخل حيزها الزمي التي توصلك الى هدفك أو أن تسير بطريقة عشوائية . ومن المهم في التخطيط ان تمتلك رؤية شاملة حتى تستطيع أن تنتخب الطريق الذي ستتخذه لايصالك الى هدفك , ولتمتلك رؤية شاملة يجب أن تملك المعلومات الكافية والتي ستحصل عليها من الدراسة الجيدة للسوق
للأسف الشديد.. دائمًا ما تفشل 9 شركات الناشئة من أصل 10 شركات، والشركة الباقية تحاول قدر المستطاع البقاء أكبر قدر ممكن من الوقت، فإما يكون مصيرها كمصير باقي الشركات الـ9 أو أنها تتلقي النجاح الذي تستحقه، وحتى تتمكن من تحقيق ذلك النجاح عليها أن تراعي العديد من العوامل والأسباب التي أدت لنجاح غيرها من الشركات الناشئة، وتشمل تلك الأسباب كلًا من:
تعد الرؤية المحددة جيدًا هي إحدى المهارات التي يجب أن يمتلكها كل قائد بكل شركة ناشئة، وذلك حتى يتمكن من عبور خط النهاية ولا يقع كما وقع غيره، فهي بمثابة القوة الرئيسية خلف نجاح رائد الأعمال، وبمثابة البوصلة التي ترشده بالأوقات الصعبة، لذا تحتاج الشركة الناشئة إلى رؤية وتصور كامل للشركة خاصة لأمور الدخل قبل البداية.
تعد السرعة في إنجاز الأمور إحدى أسباب وصول الشركة الناشئة إلى أهدافها، فيحدث الفارق الكبير بين الشركة الناجحة والشركات الأخرى بسبب إنهاء وإنجاز كافة الأعمال قبل الوقت المحدد، كما تُمكن تلك السرعة الشركة من استثمار الوقت بأفضل شكل ممكن، وما يساعد على حدوث تلك السرعة بالعمل هو وجود الخبرة والمعرفة بالعمل من قبل الموظفين بالشركة.
دائمًا يتملك رواد الأعمال في الشركات الناشئة المختلفة إدارة قوية لميزانياتهم ومواردهم المالية، التي دائمًا ما تكون ضعيفة في بداية الشركات، فيقومون بتجنب النفقات الغير ضرورية وتحديد ما الأشياء التي لها الأولوية للأخذ من تلك الميزانية.
العلاقات الاجتماعية هي الأخرى تعمل على نجاح تلك الشركات، حيث أن الفريق المؤسس لها الذي يكون على صلة بالأشخاص الكبار والمؤثرين في مجال العمل لا تقدر بثمن، ويمكنه فتح الأبواب أمام الشركة والعثور على المستثمرين الكبار في غضون دقائق، ودائمًا ما يكون لتلك الشركات مديرًا تنفيذيًا متميزًا قادرًا على شق طريقه في أي مؤسسة، ومن ناحية أخرى، يحتاج رواد الأعمال بالشركات الناشئة إلى إلهام الموظفين وإعطائهم سببًا للاستمرار خلال الرحلة التي لا يعلم أحدًا نهايتها، حيث يُطلب من هؤلاء الموظفين تقديم العديد من التضحيات، مثل:
1. تفضيل العمل عن الحياة الشخصية.
2. خفض الرواتب، والتأمين الصحي المحدود.
3. عدم وجوده من الأساس.
يبدأ الانضباط بضبط النفس.. ويعد ذلك نتاجًا لمعيار شخصي قوي يقوم موظفي الشركة بفرضها على أنفسهم، وبدون انضباط.. تفشل الشركات الناشئة في الأعمال التجارية المختلفة، حتى ولو كانت الشركة تمتلك قوة اقتصادية لا يمتلكها غيرها، حيث يؤدي الانضباط الذاتي إلى تواجد أخلاقيات العمل الإيجابية، وأخلاقيات العمل بدورها تؤدي إلى إنجاز الأمور بفعالية أكبر وكفاءة أعلى.. فمن المهم بأي شركة ناجحة أن يكون أعضاء الفريق متفقين ولا يواجهون مشكلة بالعمل معًا حتى يتمكنوا من تحقيق النجاح الذي يتمنوه.
دائمًا ما تحتاج أي شركة ناشئة ناجحة إلى قدر كبير من العزيمة والإرادة عند بنائها لمشروعها التجاري.. وإلا تستسلم مهما صار معها.. خاصة عندما يكون الطريق وعرًا ومليئًا بالمعوقات.. فهناك العديد من التحديات التي تواجه الموظفين ورواد الأعمال وتحتاج إلى عزيمة قوية للتغلب عليها.
يعد التفكير خارج الصندوق أحد العوامل المهمة التي تتسبب في نجاح الشركة الناشئة.. وذلك لأن العديد من الشركات تفتقد هذه المهارة، وذلك لقبولهم بالوضع الذي تتواجد به الشركة ولا يريدون تغييره، مما يؤدي في النهاية إلى تخلفها عن ذلك الوضع، لذا تعمل الشركات الجديدة في المجالات المختلفة على تجربة أشياء جديدة لم تقم أي شركة أخرى بتقديمها، وذلك لأنهم لا يملكون شيئًا ليخسروه.
في وطننا العربي تتواجد العديد من الشركات الناشئة التي حققت نجاحًا كبيرًا في الأعوام الماضية، ومن تلك الشركات:
شركة كريم Careem
هي شركة إماراتية تعمل على توفير خدمات الركوب، وقد تخطت قيمتها مليار دولار أمريكي.. وقد قامت شركة أوبر Uber الشهيرة بشرائها مقابل مبلغ 3.1 مليار دولار أمريكي.
شركة نون Noon
هي شركة سعودية تقوم بالتجارة الإلكترونية وكذلك التسوق من خلال شبكة الإنترنت.
شركة فيزيتا Vezeeta
هي شركة مصرية تعمل كوسيط بين المرضى والأطباء، تقوم بتوفير العديد من الأطباء في جميع التخصصات للمرضى الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية بأي شكل من الأشكال.. وتعد هي رائدة هذا المجال في الشرق الأوسط والدول العربية.
· يسعى فريق المنظومة لتقديم كل العلم لك من أجل خوض تجربة ريادة أعمال ناجحة ولتصبح وجهة كل رائد أعمال , وذلك من خلال توفير كل عناصر وأدوات إدارة المشروعات مايقلل نسب مخاطرتك برأس المال , فريادة الأعمال وبناء المشروع الخاص أصبح أمرا يشغل حيزا في ذهن كلا منا , فهو ليس سهلا وليس ممتنعا .
أنضم الان لفريق المنظومة مجانا وتعلم من خبراء الأعمال والتسويق